ألفريد بينيه (1857-1911) كان عالمًا نفسيًا فرنسيًا وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال اختبارات الذكاء وعلم النفس التربوي.
لقد أرسى عمله الرائد الأساس لتطوير اختبارات الذكاء الحديثة وكان له تأثير عميق على فهمنا للقدرات المعرفية البشرية والممارسات التعليمية.
إن تفاني بينيه في فهم الفروق الفردية في الذكاء والتزامه بإنشاء تقييمات عادلة ومنصفة قد ترك بصمة لا تمحى على علم النفس والتعليم.
السنوات المبكرة والتعليم
ولد ألفريد بينيه في 8 يوليو 1857 في مدينة نيس الفرنسية. أظهر اهتمامًا عميقًا بالأدب والعلوم منذ سن مبكرة.
واصل دراسته في جامعة السوربون، حيث كرس نفسه في البداية للقانون، لكن افتتانه بعلم النفس وعمل العقل البشري دفعه إلى تغيير تركيزه.
حصل على الدكتوراه في العلوم الطبيعية عام 1894، ثم بدأ رحلته في مجال علم النفس.
ظهور اختبارات الذكاء
بالتعاون مع زميله تيودور سيمون، قام بينيه بمهمة تطوير طريقة عملية لتحديد الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم تعليمي إضافي.
وفي عام 1905، قدموا مقياس بينيه سيمون للذكاء، والذي يهدف إلى قياس القدرات المعرفية مثل الذاكرة والانتباه والتفكير وحل المشكلات.
تم تصميم هذا الاختبار الرائد لتقييم العمر العقلي للطفل (MA) فيما يتعلق بعمره الزمني (CA)، مما يسمح للمعلمين بتحديد الأطفال الذين قد يحتاجون إلى اهتمام متخصص للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
حاصل الذكاء (IQ)
قدم عمل بينيه مفهوم حاصل الذكاء (IQ)، وهو مقياس يقارن العمر العقلي للشخص بعمره الزمني.
معادلة حساب معدل الذكاء، التي صقلها لويس تيرمان لاحقًا، هي كما يلي: معدل الذكاء = (AM/AC) × 100. ومع ذلك، حذر بينيه من استخدام معدل الذكاء كمقياس نهائي لذكاء الشخص وأكد على أهمية أخذ نطاق واسع في الاعتبار. العوامل المعرفية والبيئية.
الإرث والتأثير
كانت مساهمات ألفريد بينيه في مجالات علم النفس والتعليم عميقة ودائمة. لقد وضع اختبار الذكاء الخاص به الأساس للأجيال اللاحقة من الباحثين والمهنيين لتطوير تقييمات أكثر تطوراً وشمولاً للقدرات المعرفية.
لقد أثر تركيزه على قابلية تطويع الذكاء وإمكانية التدخل التعليمي على مجال التعليم الخاص وأدى إلى تطوير خطط تعليمية فردية.
الانتقادات والاعتبارات الأخلاقية
وعلى الرغم من أن عمل بينيه كان مبتكرًا، إلا أنه لم يكن خاليًا من النقد والاعتبارات الأخلاقية. تم انتقاد اختبار الذكاء الخاص به، على الرغم من كونه ثوريًا في ذلك الوقت، بسبب قدرته على تعزيز التحيزات وإدامة عدم المساواة الاجتماعية.
علاوة على ذلك، فإن تركيز بينيه على القدرات المعرفية والكفاءة الأكاديمية لم يشمل بشكل كامل مجموعة واسعة من المواهب والقدرات البشرية، مما أدى إلى فهم أكثر شمولاً للذكاء في السنوات اللاحقة.
خاتمة
ترك عمل ألفريد بينيه الرائد في اختبار الذكاء وعلم النفس التربوي بصمة لا تمحى في مجالات علم النفس والتعليم.
إن تفانيه في فهم وقياس القدرات المعرفية، فضلاً عن التزامه بتوفير فرص متساوية لجميع الأفراد، قد شكل الطريقة التي نقوم بها بتقييم ورعاية الإمكانات البشرية.
يذكرنا إرث بينيه بأهمية الاعتراف بالطبيعة المتعددة الأوجه للذكاء والحاجة إلى الاعتبارات الأخلاقية في التقييمات النفسية.